أزمة سياسية في فرنسا: اعتماد قانون الهجرة الجديد يشتت معسكر إيمانويل ماكرون
اعتماد قانون الهجرة في فرنسا: أي تحديات وردود الفعل؟

فرنسا تعيش أزمة سياسية كبيرة بعد اعتماد قانون الهجرة الجديد، مساء الثلاثاء، عقب 18 شهرًا من النقاشات والتقلبات. وصل التوتر إلى حد أن وزيرًا قد استقال بالفعل، كاشفًا عن التمزقات داخل معسكر إيمانويل ماكرون.
السياق والتقلبات البرلمانية
في الأسبوع السابق، صوت النواب ضد مشروع قانون الهجرة الذي قدمه وزير الداخلية، جيرالد دارمانين. كانت أسباب المعارضة متنوعة، من اليسار واليمين وحتى اليمين المتطرف. وفي مواجهة هذا الرفض، دعا الحكومة لجنة مختلطة تضم نوابًا وأعضاءً من مجلس الشيوخ للتوصل إلى اتفاق. في النهاية، أسفرت اللجنة عن نسخة أكثر صرامة من القانون، مع تنازلات هامة قدمها المعسكر الرئاسي للحصول على دعم اليمين.
محتوى القانون
يتضمن قانون الهجرة الجديد عدة تدابير تقييدية تؤثر في جوانب متعددة من حياة الأجانب في فرنسا. من بين النقاط الملفتة، هناك قيود على صرف المزايا الاجتماعية للأجانب غير الأوروبيين في وضع قانوني، وتشديد على شروط لم الشمل العائلي، وتفويض تسوية وضع العمال غير الشرعيين للولاة، واستعادة جريمة الإقامة الغير شرعية، وتحديد حصص الهجرة من قبل البرلمان، وتغييرات في إجراءات طرد الأجانب المحكوم عليهم.
ردود الفعل السياسية والاجتماعية
أدى اعتماد هذا القانون إلى تشكيل هوة كبيرة داخل معسكر إيمانويل ماكرون. صوت حوالي ربع النواب من معسكر الرئيس ضد المشروع، مما أدى إلى استقالة وزير على الأقل، وهو وزير الصحة، أوريليان روسو.
يدين اليسار هذا الاقتراع باعتباره “عارًا” ويتهم ماكرون بتبني مواقف اليمين المتطرف. يفخر الجمعية الوطنية بتحقيق هذا “الانتصار الأيديولوجي”، مشددة على التراجع الظاهر للرئيس فيما يتعلق بأصوات اليمين المتطرف.
من جهة المجتمع المدني، تعبر بعض الجمعيات، مثل مؤسسة القس أبي بيير، عن قلقها إزاء خطر اندلاع الفقر بسبب القيود المقررة في المساعدات بموجب هذا القانون.
موقف إيمانويل ماكرون وآفاق المستقبل
تحدث إيمانويل ماكرون للدفاع عن القانون، مؤكدًا أنه لا يتفق مع مواقف الجمعية الوطنية. ومع ذلك، عبر أيضًا عن اعتراضه على بعض التدابير، بما في ذلك الضمان المفروض على الطلاب الأجانب.
أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيقدم مشروع القانون إلى المحكمة الدستورية للتحقق من مطابقته للدستور. قد تؤدي هذه الخطوة إلى تعديلات لاحقة في النص.
الهيئة الوطنية للانتخابات تسهل الوصول إلى اللجنة الانتخابية من خلال موقعها الإلكتروني المبتكر
في الختام، أدى اعتماد هذا القانون على الهجرة في فرنسا إلى إحداث أزمة سياسية هامة، كشفت عن التمزقات داخل معسكر إيمانويل ماكرون وأثارت قلقًا داخل المجتمع المدني. يتبقى متابعة تأثير هذا القانون على السياسة الفرنسية والمجتمع لرصد التطورات الممكنة بعد فحص المحكمة الدستورية.


